حقق المنتخب السعودي فوزاً ثميناً ومثيراً على نظيره الصيني بنتيجة 2-1، في المباراة التي جمعتهما على ملعب داليان مساء اليوم الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الثانية من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. بهذا الفوز، رفع المنتخب السعودي رصيده إلى 4 نقاط، ليعتلي صدارة مجموعته بشكل مؤقت، في حين بقي المنتخب الصيني دون نقاط في ذيل الترتيب.
بدأت المباراة بتقدم المنتخب الصيني بشكل مفاجئ بعد هدف عكسي سجله اللاعب السعودي علي لاجامي في الدقيقة 14، إثر خطأ في تمركز الحارس محمد العويس. بعدها زادت معاناة المنتخب السعودي بطرد اللاعب محمد كنو بعد العودة لتقنية الفيديو، حيث أظهرت إعادة اللقطة ارتكابه لخطأ جسيم ضد أحد لاعبي الصين، ليكمل الأخضر المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 20.
رغم الصعوبات، حاول المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني تعديل أسلوب لعب المنتخب السعودي، وبدأ الفريق بالضغط والبحث عن هدف التعادل. وفي الدقيقة 39، نجح حسن كادش في معادلة النتيجة بعدما حول عرضية ناصر الدوسري برأسية قوية إلى شباك الصين.
في الشوط الثاني، استمر الأداء المتواضع من المنتخب السعودي، بينما هدد المنتخب الصيني المرمى السعودي بعدة محاولات، أبرزها هدف ألغي بتقنية الفيديو بداعي التسلل. كما شهد الشوط محاولات من سالم الدوسري للحصول على ركلة جزاء، لكن الحكم أمر باستمرار اللعب.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها، أجرى مانشيني عدة تغييرات لتعزيز الهجوم، حيث دفع بكل من فهد المولد ومحمد مران في محاولة لتحسين الأداء الهجومي. وفي اللحظات الأخيرة من المباراة، عاد حسن كادش ليسجل هدفه الثاني وهدف الفوز للمنتخب السعودي في الدقيقة 90 بضربة رأسية قوية، ليمنح الأخضر فوزاً مهماً في طريقه نحو التأهل للمونديال.
هذا الفوز يعزز من طموحات المنتخب السعودي في التصفيات، ويمنحه دفعة معنوية قوية في المباريات المقبلة، بينما يبقى المنتخب الصيني في موقف صعب دون تحقيق أي نقاط.
بهذا الفوز، يظهر المنتخب السعودي عزيمة قوية رغم الصعوبات التي واجهها في المباراة، من طرد لاعب مؤثر مثل محمد كنو إلى البداية المتعثرة بهدف عكسي. تمكن الأخضر من استعادة توازنه بفضل تماسك لاعبيه وروحهم القتالية، خاصةً مع الأداء الرائع لحسن كادش، الذي كان نجم المباراة بتسجيله هدفي الفوز.
المدرب روبرتو مانشيني، رغم الانتقادات التي تعرض لها بسبب بدايته المتواضعة مع المنتخب، أظهر قدرة على إدارة المباراة في لحظات صعبة، وتعديل تكتيكاته بعد الطرد. قراراته بالتبديلات الهجومية في الشوط الثاني أثمرت بتحقيق هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، ما يعكس قدرته على قراءة المباريات وتوجيه اللاعبين في الأوقات الحرجة.
على الجانب الآخر، ظهر المنتخب الصيني بمستوى جيد، مستفيداً من الأخطاء السعودية في الشوط الأول، وكاد أن يخطف نقاط المباراة، لولا إلغاء هدفه في الشوط الثاني وتقنية الفيديو التي كانت حاسمة في القرار.
المنتخب السعودي بهذا الفوز يواصل مشواره بثبات نحو التأهل لمونديال 2026، لكن لا يزال أمامه تحديات كبيرة في المباريات المقبلة، خاصة مع فرق قوية تتنافس على حجز بطاقات التأهل. الحفاظ على هذا المستوى، وتطوير الأداء الهجومي والدفاعي، سيكونان مفتاح نجاح الأخضر في الفترة القادمة.
ختاماً، يعتبر هذا الفوز دليلاً على قدرة المنتخب السعودي على العودة في الأوقات الصعبة، وسيكون هذا الانتصار بمثابة نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق المزيد من النجاحات في التصفيات الآسيوية، وسط آمال كبيرة لجماهير الأخضر في التأهل إلى كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه.