سفاري سفيان
Sefianeseffari@gmail.com
-1- المقدمة :
يؤكد الكثير من الباحثين على أن حقيقة نتائج المستوى العالي و التي يمكن تحقيقها في المستقبل من جراء تدريبات الرياضيين الذين لهم مؤشرات تؤهلهم الى أن يكونوا أبطال المستقبل والأهم من ذلك كله هو كيفية وضع برنامج تدريبي طويل المدى يهدف إلى تحسين الأداء العام لهؤلاء الرياضيين بشكل كبير و مكثف, ثم يكون بعد وضع هذا البرنامج التدريبي وصف مفصل للعناصر التدريبية الأساسية ( من اساليب تدريبية و طراق و تمارين و وسائل و معدات و تحديد المراحل و الفترات التدريبية المختلفة ) التي ينبغي إدراجها في مثل هذه البرامج التدريبية المقترحة من طرف مدربين خبراء و الذين يشرفون على رياضيي المستوى العالي .
في الآونة الأخيرة سنوات العشرية الثانية من القرن الواحد و العشرون تبين أنه هناك ميل كبير و مكثف من إدخال و زج الأطفال في الكثير من التخصصات رياضة ألعاب المضمار و الميدان خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية و هذا ما لاحظناه من إجراء العديد من البطولات الرسمية لهؤلاء الأطفال من سن 7الى غاية 13-14 سنة و هذا كبداية لمشوارهم التدريبي المستقبلي و الذي يكون مقرون مع النظرية الكلاسيكية للتخطيط السنوي و المرحلي للتدريب الرياضي ( periodization ) و مع خصوصية التدريب (specialization) من مراحل العملية التدريبية ، بعض خصائص هذه النظم أو المناهج التدريبية و التي لها عدة إتجاهات تدريبية مهمة و خاصة لتحضير هؤلاء الرياضيين تحضير عالي المستوى و الذي سوف يفيدهم مستقبلاً في مشوارهم الرياضي حيث يذكر العديد من الخبراء مؤشرات ملخصة لتنظيم و تحقيق هذه المناهج و النظم التدريبية و التي تتمثل في :
- تطوير المفاهيم التدريبية الى اقصى قدر ممكن و هذا لتحقيق إنجازات رياضية عالية المستوى و إخراج و إنتاج مواهب رياضية شابة قابلة لتطوير و النمو من حيث النتائج الرياضية مستقبلاً .
- إستخدام الوسائل (تمارين) التدريبية الخاصة بأحدث الطرق و الأساليب و الوسائل (تمارين) تدريبية و هذا في بدايات تطور و نمو مستويات الأداء لهؤلاء الرياضيين الشباب .
- إحداث الكثير من الآثار الفسيولوجية من جراء التمارين التدريبية و العديد من التجارب النفسية لهؤلاء الرياضيين الشباب في أقل وقت ممكن في فترات و مراحل النمو الخاص لهؤلاء الرياضيين الشباب و لكن بطريقة علمية مدروسة .(1)
- إنشاء بما يسمى الصعود الرياضي (التفوق الرياضي ) على مستوى المدارس الإعدادية و الثانوية التي يدرس فيها هؤلاء الرياضيين الموهوبين و إنتهاج منهج تدريبي خاص على مستوى المراكز التدريبية الخاصة التي توفرها دولة لهؤلاء الرياضيين على مستوى الفيدراليات و الإتحاديات الوطنية .
- إحداث آليات و مناهج تدريبية ذات مستوى عالي من ناحية الأداء الرياضي ممكن على المدى القصير لهؤلاء الرياضيين الشباب و التي تكون أعمارهم ما بين 15 و 18 سنة ( تشديد العملية التدريبية بشكل متدرج من ناحية زيادة حجم و شدة الأحمال التدريبية الخاصة بهم ).(2)
ومع ذلك ففي السنوات الأخيرة أعادت الدراسات النفسية التجريبية والفسيولوجية والاجتماعية من حيث إجراء مقاربات تجريبية مخبرية في العديد من الاتحادات الرياضية لدول أوربا الشرقية بالخصوص و أوربا بالعموم حيث تم (إعادة صياغة أنظمة المنافسات الرياضية لهؤلاء الأطفال والشباب بشكل كامل , أو بالأحرى تم إلغاء البطولات الخاصة للكثير من هذه الفئات العمرية الصغيرة ) تم إلغائها تماماً في العديد من دول أوربا الشرقية التابع الإتحاد السوفيتي سابقاً.
حيث يعتبر الأداء الرياضي رفيع المستوى بشكل عام من مؤشرات نجاح هؤلاء الرياضيين الشباب خاصة في الدول الصناعية و التي تنتج منتجات الخاصة بنفسها (محققة الإكتفاء الذاتي في كل المجالات ) و هذا يبين بأنها لها مجتمع مؤسس ومحسّن و مبدع في كل المجالات الحياة الخاصة بها ،على الرغم من أن العديد من الدول التي تنتمي إلى مناطق ثقافية أخرى و التي يكون تحت تصرفها نفس الإمكانيات المادية و الفكرية و الثقافية إلا أنها لا تملك مثل هذه الشبكة الكاملة للمفاهيم و الأسس التدريبية للرياضة المدرسية و لرياضة المستوى العالي و التي لها صلة مباشرة لرياضة النخبة و الفرق القومية.
حيث أن العديد من الدول خاصة منها العربية و دول عالم الثالث غير مواكبة لهذه المؤشرات التدريبية لرياضة المدرسية و رياضة المستوى العالي ، حيث أن الطريقة السائدة في العثور على المواهب الرياضية الفردية وتسجيلها و ترويجها هي تتبع طريق الصدفة في هذه الدول حيث لا يمكن إعتبار نظمها و مناهجها التدريبية ثابتة أو لها تطبيق خاص لطرق و أساليب التدريب الحديثة و التي تكون ببساطة أمراً مسلماً به و لا مفر منه في الوقت الراهن .
حيث تتعرض البلدان النامية و دول عالم الثالث على وجه الخصوص لخطر النقل العشوائي و المتخبط للعديد من المفاهيم التدريبية و طرق و أساليب التدريب الدول المتطورة و ما ينتج عنه من تقنيات خاصة بها من تنفيذ و مياسرة لعملية التدريب لهؤلاء الرياضيين الشباب و التي تستند إلى بشكل كبير الى الحالة الاجتماعية و الثقافية لهذه البلدان النامية دون إعداد الأرضية الجيدة اللازمة لتطبيق مثل هذه النظم و المناهج التدريبية المستحدثة , وكثيراً ما يُعتقد أن النجاح السريع هو أكثر أهمية من التموضع الحذر لبناء الأسس و القواعد الرصينة لعملية التدريب طويلة الأجل لهؤلاء الرياضين الناشئين في هذه الدول النامية و خاصة منها العربية .
وبالتالي ينبغي ألا تُفهم المساهمة التالية التي نقدمها بين يدي القارئ العربي على أنها علاج مثالي كبراءات الإختراع المعروفة من قبل العديد من الباحثين , ولكن أرجو أن تعتبر كجزء من المعلومات المنبثقة و المتفجرة من الخبرة و المعرفة المكتسبة من العديد من الدراسات و البحوث التي أجراها الكثير من خبراء علم التدريب الرياضية و خاصة في المدرسة الشرقية سابقاً (روسيا الفيدرالية).
حيث سيتم توضيح بعض المبادئ الأساسية و التي وجب على المدربين و المهتمين بالعملية التدريبية محاولة تنمية و تطوير هذه العناصر التي يمكن ترجمتها إلى عمل ميداني تطبيقي و بشكل موثوق.
-2- التدريب الأساسي القاعدي كجزء مهم من عملية التدريب على المدى الطويل:
لقد عرفت نظرية التدريب الرياضي ببنية و منهجية تدريبية معقولة من طرف علماء الروس ( الإتحاد السوفيتي سابقاً ) على المدى الطويل من التحضير للعديد من رياضي المستوى العالي , حيث عمل العديد من الخبراء الروس على وضع إطار طويل المدى و الذي وجب أن يكون موجهاً حصرياً إلى تطور الجانب النفسي للرياضيين من ناحية الفردية و هذا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ الخاصة بهم ….! و بالتالي فإن الفترات العمرية لهؤلاء الرياضيين الواردة في ” بنية و هيكلة العملية التدريبية طويلة الأجل” هي نقاط تقريبية فقط ، حيث يجب على المدرب المسئول في أي حال من الحالات التي يصادفها اثناء العملية التدريبية أن يتصرف وفق الخصائص البيولوجية و الفسيولوجية لهؤلاء الرياضيين الشباب بدل الإعتماد بشكل كبير جداً من البيانات و المؤشرات التقويمية و الإحصائية المعروفة و الموضوعة في مختلف الأدبيات المهتمة بعلوم الرياضة و هذا ما لوحظ عن العديد من المدربين العرب, و على الرغم من إهمال العديد من المدربين لمبدأ الخصوصية الفردية و خاصة في الرياضات الفرقية إلا أن هذا الأمر لا يزال صالحًا في الوقت الراهن.
-2-1. نموذج لهيكلة العملية التدريبية الرياضية على المدى الطويل و الأهداف المرجوة منها:
-2-2. العناصر الأساسية لعملية التدريب الرياضي طويلة المدى :
تتألف العملية التدريبية طولة الأمد من عدة مناهج و طرق و أساليب تدريبية وهذا لتنظيم مختلف الحمولات التدريبية و منها طريقة التنظيم و التدريب التراكمي للحمولة التدريبية على المدى الطويل لرياضيي المستوى العالي و التي تكون في مرحلة التحضير القاعدي و التي تعد مكون من المكونات الأساسية للعملية التدريبية و التي بدورها تتكرر في كل مرحلة من مراحلها التنموية و مع ذلك يختلف شكلها الظاهري خاصة عند متابعي العملية التدريبية الغير المتخصصين (على سبيل المثال: تظهر لهم القدرة البدنية القوة العضلية كتحمل القوة العضلية ، وقوة مميزة بسرعة ، وقوة عضلية قصوى على أنها نفس العوامل و لها نفس الآثار الفيسيولوجية ) ، و فيما يتعلق بالحجم والشدة يجب أن تتلاءم مع الحمولة التدريبية و التي تكون مسايرة للوضع البيولوجي السائد لهؤلاء الرياضيين ( لا إفراط – و لا تفريط ) و منه عدم الوقع في ظاهرة الحمل المفرط (Overtraining) .(1)
و أن مختلف “العناصر الأساسية” من مختلف القدرات البدنية هي جزء لا يتجزأ من كل الحركات المؤداة (تكنيك) و هذا يعتمد بشكل كبير على الأداء الحركي الخاص للمنافسة الرياضية المعنية بالمشاركة فيها , حيث تطبق فيها العديد من العناصر المختلفة من قدرات بدنية مهيمنة بشكل خاص فيها ( مثل : في منافسات دفع الكرة الحديدية “الجلة” مؤشر القوة العضلية “كل أنواعها تقريباً ” مهم للغاية في تحديد النتيجة النهائية لهذه المنافسة ).
-3- التدريب الأساسي العام:
تتمثل الأهداف المذكورة سلفاً لعملية التدريب طويلة المدى و التي يحددها المدرب و المشرف على هذه العملية في تحقيق أفضل أداء شخصي لهؤلاء الرياضيين بالتالي تحقيق أداء مستوى عالي لديهم ، و بالتالي فإن هيكلة و بناء العملية التدريبية بأكملها تشبه بنية الهرم و هذا تماشياً مع المؤشرات التالي:
- وجب التدرج من منهج تدريبي أساسي واسع ومتعدد الجوانب إلى أداء عالي المستوى في المنافسة الرياضية المتخصص فيه سواء كانت(فرقية – فردية).
- بدون تدريب أساسي قوي الذي يكون مقرون بتحسين القدرة العامة على الأداء لهؤلاء الرياضيين الشباب لا يمكن تحقيق أهداف ذات مستوى عالي أو حتى تحقيق الإستقرار فيها مستقبلاً.
وكما يتبين أن مزايا التدريب الأساسي المتعدد الجوانب لا يقتصر فقط على تطوير و تنمية مختلف القدرات البدنية الأساسية و مختلف التنسيقات الحركية (القابليات الحركية) فقط , حيث أن الرياضي الذي خضع لمرحلة تدريب أساسية متعددة الجوانب وشاملة في وقت لاحق يكون أقل عرضة للإصابة الرياضية و كذلك يمكنه أن يتحمل أحمال تدريبية عالية و يحظى بحماس كبير لمواصلة العملية التدريبية.
في بداية البرنامج التدريبي الأساسي المتعدد الجوانب يجب على المدرب أن يقتنع بالأهمية البالغة لهذا التحضير الأساسي القاعدي و هذه القناعة تكون مركزة جنباً إلى جنب مع قناعة الرياضيين المتدربين مما يؤثر إيجابًا أو سلبًا على النجاح العملي للعملية التدريبية و هذا حسب المؤشرات التالي :
-أ– وجب المدرب معرفة جميع مراحل تطور نمو الطفل إلى مرحلة الكمال و البلوغ ويكتمل هذا الطفل الى شخص بالغ و الذي تكون له خصائص حركية متفرد بها لوحده خاصة في الرياضات الفردية .
-ب– وجب على المدرب أن يتميز بميزة أهمية التواصل الذي يكون بينه و بين الرياضيين ضمن عملية التعلم (في هذه الحالة وجب أن يجيد عملية كسب و تحسين القدرات البدنية و الحركية التنسيقية لهؤلاء الرياضيين ).
و قبل إعطائه الأهداف و المقترحات التدريبية الممارسة لهؤلاء الرياضيين يتم التعامل مع هذه النقاط المذكور سلفاً بشكل مثالي و جيد من طرف المدرب.
-1-3. الهدف الرئيسي للتدريب الأساسي هو لتطوير القدرات التنسيقية الحركية :
إن المدربين الخبراء و الذين ليس لهم إهتمام فقط بالرياضيين المتفوقين و الموهوبون بل هم الذين يتعاملون مع العديد من المشاكل التدريبية التي تواجههم من جراء تدريب هؤلاء الرياضيين الشباب و يؤكدون على ما تم تأكيده و تصريحه من طرف علماء علم التدريب الرياضي بأن المراحل النمو قبل سن البلوغ هي الأنسب للتعلم و تنمية و تطوير مختلف القدرات التنسيقية الحركية .
حيث ما بين عمر 7 و 10 سنوات يمتلك الأطفال قدرة طبيعية عالية على التعلم و أخذ الأشياء إلى جانب الحركية النشطة و الدوافع لإكتسابهم و تعلم هذه الحركات الجديدة عليهم ، في هذه المرحلة تكون عمليات النمو و التطور متناغمة نسبيًا حيث يكون الكائن الحي ( الرياضي ) أكثر ملائمة لعمليات التنسيق الحركي مقارنة بالأحمال التدريبية الخاصة (المشروطة هنا الأطفال لا تكون لهم نفس الأحمال التدريبية الخاصة لدى الرياضيين البالغين بل تكون لهم تمارين و خاصة الألعاب الرياضية المشروطة “أي يجعلها المدرب و المشرف بشروط تعليمية وجب إتباعها من طرف هؤلاء الأطفال “) و التي تكون مؤشرة من طرف المدرب.
يجب أن تكون محتويات البرامج التدريبية للرياضيين و الأطفال المبتدئين مناسبة لهذه الشروط التدريبية الطبيعية السابق ذكرها ، حيث أن منهج إكتساب العديد من التجارب الحركية هو الأكثر أهمية في هذه المرحلة العمرية و حيث يجب أيضًا دمج عناصر مختلف من أنواع التخصصات الرياضية الأنسب لهم أو حتى إدراج تخصصات رياضية ممارسة من طرفهم و هذا أثناء سيرورة العملية التدريبية (في المقام الأول تكون برمجة لتمارين على مستوى سطح الأرض دون التمارين الهوائية و التي تتطلب الإدراك المكاني و الزماني الصعبة و المركبة و أجهزة الجمباز الرياضية البسيطة و الألعاب الرياضية الأخرى البسيطة سواء كانت – فرقية –فردية ) و هذا من أجل العثور على الخليط الصحيح و الأنسب لعملية الإكتساب و التحضير القاعدي , و من المفيد أن يكون هناك تقسيم إضافي لتمارين التدريبات البدنية الأساسي خاصة في هذه المحلة الحساسة على الرغم وجوب أن يكون حجم الأحمال التدريبية في تقدم مستمر ( أي الزيادة بتدرج ) إلا أنها يجب أن تكون بطيئة نوعياً لهذه الزيادات و هذا من أجل تثبيت مراحل تعلم الخاص لهؤلاء الرياضيين الناشئين و المبتدئين , و هذا يعني بالنسبة للمدرب أنه : في أي مرحلة تطورية لاحقة من النمو يمكن الحصول على القدرات الحركية التقريبية بشكل أسرع من سن 8 و 12 سنة من عمر هؤلاء الرياضيين .(3)
والسبب في ذلك هو التطور شبه النهائي للنظام العصبي العضلي و الذكاء لديهم ، و أن نتائج العديد من المؤشرات التدريبية تتحقق في هذه المرحلة من جراء الجوانب النفسية والعقلية و النفسو حركية و التي بدورها لا تدرج عمداً هنا بشكل إرتجالي من طرف المدرب بل تكون عفوية من طرف المتدربين، و بشكل مدروس و هذا طبعاً تماشيا مع القدرات المكنونة لديهم و الموضوعة من طرف الله الخالق عز و جل.
جنباً إلى جنب مع هذا “النضج الداخلي” لأجسام هؤلاء الرياضيين الناشئين يحول التوجه التدريبي الى تحسين القدرات الحركية على التعامل حتى مع المهام الحركية المعقدة و المركبة, و يصبح هذا واضحاً و بشكل خاص مع قدرة التكيف السريع أو (القدرة على التمايز الداخلي لأجسام هؤلاء الرياضيين) و هذا قبل عمليات التثبيط التي يمكن التعرف عليها بشكل واضح والتي تحدث بسبب التغيرات النوعية خلال فترة البلوغ لديهم .
وبالتالي فإن الكائن الحي ( الرياضي ) – المدعوم بالإستعداد الدائم لإنتاج الأداء العالي – قادر على التعامل مع كمية كبيرة من المنبهات الحركية وتخزين مختلف أنماط الإستجابات المناسبة في المناطق المسئولة في الرأس (المخ و المخيخ) وهو عبارة عن تفسير معقد لآليات التنظيم والرقابة للجهاز العصبي .
إن الكمية (كمية الحركات المكتسبة) ودقة الحركة المكتسبة (التأهيل لأداء عالي المستوى) تجعل من الممكن الطفل و الرياضي الناشئ أن ينجز روابط حركية مختلفة وأن يستجيب بنجاح للتصحيحات و التوجيهات المقدمة له من طرف المدرب و المشرف حتى في سن مبكرة له ،حيث تعتمد دقة المُخلفات الحركية المخزنة إلى حد كبير على الترتيب المنتهج (التدريسي – التدريبي ) المطبق من طرف الرياضي الناشئ و الذي وضعه له المدرب، و هي من المؤشرات الخارجية القابلة للقياس بالعين المجردة ، وعلى حقيقة أن خطوات التعلم لا تتوافق مع الوضع التنموي للطفل (زيادة الحمل الذهني أو البدني عليه) و التي تنجر عنها بنية حركية ضعيفة مستقبلاً , فقط الإختيار الواسع والمزيج لمختلف الأنماط الحركية الأساسية المقدمة لهؤلاء الرياضيين الناشئين (” العناصر الأساسية للحركة “) يوفر لهم الأساس الأمثل للتعامل مع التفاصيل الفنية “التكنيك” للحركة الصعبة في مرحلة البناء المتأخرة و بداية التدريب العالي المستوى و هذا من أجل آليته ( الآلية في الأداء الحركي ) لمختلف الحركات المكتسبة أو تحقيقها في أوضاع تنافسية متفاوتة و بمستوى جيد و مثالي لمختلف النماذج الرياضية ( الإنموذج الرياضي ).
وعلى وجه الخصوص لا يركز المدربون من تلك البلدان النامية ( و خاصة منها العربية خاصة في القاعدة التدريبية مع الأطفال ) التي لا يوجد في محتواها مسار و مناهج و طرق و أساليب تدريبية ميدانية إلا على القليل من الأنماط الحركية في المراحل التنموية المبكرة لهؤلاء الرياضيين الناشئين و المبتدئين و بشكل عام , على الرغم من أن النتيجة الأولى هي التحسين السريع في الأداء إلا أن هذا الأداء المحقق يمكن أن يستقر ولكنه لا يكاد أن يتطور إلى أداء عالي المستوى مستقبلا لديهم و هذا ما تشهد عليه النتائج العربية في مختلف الدورات الأولمبية و البطولات العالمية .
و هذا بسبب عدم وجود نظم و مناهج تدريبية قادرة على إحداث تغيرات في مختلف مستويات القدرات الحركية و العديد من “القدرات البدنية الأساسية” لهؤلاء الرياضيين الناشئين و الشباب ، حيث لا يمكنهم إتقان العديد من التسلسلات الحركية المعقدة و لا يمكن إجراء التصحيحات والتحسينات إلا من خلال التكرار الذي يستغرق وقتًا طويلاً مع هؤلاء الرياضيين الناشئين و المبتدئين و منه خسارة الجهد و الوقت .
إن الركود الحركي على المدى القصير يحدث حتى خلال المراحل الحساسة من نمو هؤلاء الرياضيين , لكن هذه ليست ركودا في الحقيقية و لكن فقط هي بما يعرف بـ “هضبة التعلم” التي تسببها في الغالب قفزات في التطور النمو الجسدي والنفسي أو عن طريق حمل تدريبي و هذا لتسريع خطوات تعلم معينة من طرف المدربين.
في الملخص :
حيث لا تكتمل أسباب التدريب الأساسي دون ذكر مشكلة عامة التي دائما تواجه المدربين و المدرسين في الميدان و التي نذكرها بشكل مختصر:
حيث أن السلوك الحركي البشري يتأثر بشدة بالبيئة المحيطة به , حيث تظهر لنا العديد من سنوات الخبرة للعديد من خبراء علم التدريب الرياضي أن المناطق التي تتميز بالثقافات المختلفة لا تحدد السلوك اليومي فحسب لرياضي بل تحقق أيضًا تقارير مختلفة تمامًا عن القوانين الأساسية للقدرات الحركية المكتسبة لديه , حيث أن أنماط الحركات العامة التقليدية من (الألعاب المختلفة ، و الحركات التنسيقية الرياضية ، و مداخل التوعية بالحركة في المدارس الإعدادية ……. وما إلى ذلك) و مع عقليات التعلم المختلفة و معوقات عدم وجود مرافق ومعدات رياضية وكذلك الإختلافات البدنية (الأنثروبيوجينية) يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار إذا كان “التدريب الأساسي “يتم تقديمه بإهتمام كبير و عدم التغاضي عنه و خاصة في الدول العربية و دول عالم الثالث .
المراجع:
-1- الكتاب المدرسي لألعاب القوى، ل.س.خومينكوف ، الثقافة البدنية والرياضة ، موسكو.
-2- مناقشة مشاكل الماراثون ( الكمية” الحمولة التدريبية” و الجودة ) ،ن. بودوف ، مدرب شرفي للإتحاد السوفييتي لتربية البدنية و الرياضية ، موسكو .
-3- ألعاب القوى للمؤسسات التعليمية لرياضيين المتخصصين و المؤهلين تأهيلاً عالياً، موضوع الدائرة التدريبية السنوية – التحضير البدني ، برانتسكيوفيتش ، موسكو .
جميع الحقوق الملكية والفكرية لهذا المقال محفوظة لدى – الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي
بيد الكاتب المؤلف الاستاذ : سفاري سفيان – دولة الجزائر – ولاية سطيف.